قبيح فعلهم حسنا وظاهر غدرهم وفاء


عندما تسمو الأخلاق بصاحبها ...
كان طَلحة بن عبدُالرّحمن بن عَوف أجْوَد قُرَيْش في زَمانِه فقالت لهُ امْرأتُه يَوماً :
ما رأيْتُ قَوماً أشدّ لؤْماً من إخْوانِك .
قالَ :
و لِمَ ذلِك ؟...

قالت :
أراهُم إذا اغْتَنَيْتَ لزِموكَ ، وإِذا افْتَقرْتَ ترَكوكَ !
فقالَ لها :
هذا واللَّه من كرَمِ أخلاقِهم ! يأتونَنا في حالِ قُدرَتِنا على إكرامِهم ، ويَترُكونَنا في حالِ عَجزنا عن القيامِ بِحَقّهم !

علّق على هذهِ القِصّة الإمامُ الماورديّ فقالَ :
انظُر كَيفَ تَأوَّل بِكَرَمه هذا التأويل حتى جَعلَ قَبيحَ فِعلِهم حَسَناً ، و ظاهرِ غدرِهم وَفاءً ،
وهذا واللَّه يدُلّ على أنّ سَلامة الصّدرِ راحَةٌ في الدُّنيا وغَنيمةٌ في الآخِرة وهي من أسبابِ دخولِ الجنَّة .

قال تعالى; (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ).